ثم يقول: (وقد تنازع الناس هذه المسألة أيما أفضل الفقير الصابر أو الغني الشاكر؟ والصحيح: أن أفضلهما أتقاهما، فإن استويا في التقوى استويا في الدرجة كما قد بينا في غير هذا الموضع، فإن الفقراء يسبقون الأغنياء إلى الجنة؛ لأنه لا حساب عليهم). أي: يكون التفضيل من هذه الجهة وهي: الأسبقية، فالفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء؛ لأنهم لا حساب عليهم. قال: (ثم الأغنياء يحاسبون، فمن كانت حسناته أرجح من حسنات فقير؛ كانت درجته في الجنة أعلى). أي: أنه ليس معنى أنهم يدخلون قبلهم: أنهم يكونون دونهم في الجنة، فالأسبقية لا تعني الأفضلية في الدرجات. قال: (وإن تأخر عنه في الدخول). أي: وإن تأخر في الدخول فهو أعلى منه في الرتبة. (ومن كانت حسناته دون حسناته -يعني: الفقير- كانت درجته دونه) أي دون درجة الفقير أيضاً. يقول: (لكن لما كان جنس الزهد في الفقراء أغلب؛ صار الفقر في اصطلاح كثير من الناس: عبارة عن طريق الزهد، وهو من جنس التصوف).